حين تجاهلت اللقطة الأولى من (العاصوف) التي وضعت فيها المرأة الطفل اللقيط أمام المسجد، لم يدر بخلدي أبداً أنني سأقع في الحلقة التالية بموقف محرج للغاية، حيث التفت إلي ابني وهو يرى بطل العمل (خالد) يخرج ليلاً من بيت جارته المتزوجة، ليصفعني بسؤاله قائلاً: أنتم كنتم تسوون كذا؟!، لقد حاولت إفهامه بأن هذا كله (تمثيل) وأن أحداثه المختلقة تنسب للفترة التي ولدت فيها تقريباً، لكنه قاطعني وقد شعر بارتباكي قائلاً: شكلك تصرف يا بابا!
بعد هذا الفصل، أصبحت أتناول الإفطار سريعاً ثم أنسحب إلى المجلس وأغلق الباب بإحكام، لأدير جهاز التلفزيون على الشاشة الناقلة لهذا المسلسل، والذي كان من المفترض أن يكتب عليه +18، أو للكبار فقط، وأعرف أنه كان من السهل علي تحويل القناة،
لكنني اضطررت لمتابعته حتى أكون صورة وافية قبل الكتابة عنه.
من الناحية الفنية: العمل قائم على الجرأة في الطرح لضمان تسويقه، بجانب اعتماده التطويل والتكرار لبعض التفاصيل الجانبية، مثل تزاحم السيارات على برج الدوار، أو متابعة البطل وهو يشق طريقه راجلاً وسط الحارة حتى يصل بيته، أو المشاجرة السمجة بين الصديقين بالحراج والقهوة، هذا غير الفاصل الإعلاني، كل هذا المط يهدف للوصول بنا إلى المفاجأة التي يحاول القائمون على العمل إلصاقها نهاية كل حلقة!
العمل باختصار يحمل مفارقات عديدة، فهذا التيار الذي ما فتئ محاولاً مساواة المرأة بالرجل نجد البطولة فيه لناصر القصبي، مع أنه لم يوفق أحياناً، فملامح وجهه الخمسيني لا تتناسب مع دور الشاب الوسيم الذي يلعب دوره، وكان من المفترض أن تقاسمه البطولة الفنانة القديرة ليلى السلمان بأدائها التراجيدي المبهر والمقنع جداً.
هذا التيار أيضاً لطالما ألقى باللوم على الهيئة لعدم سترها على الشاب الذي تزل قدمه، لكنه يبيح لنفسه ووقت الذروة التشهير بجيل السبعينات وهو يلصق فيهم بمختلف فئاتهم تهم السكر والكذب والانفلات الأخلاقي!
المفارقة الكبرى أن هذا العمل بدلاً من أن يؤصل التقاليد الكريمة ويرسخ العادات الخيرة، نجده يطعن المجتمع بقصص لا تعكس صورته الحقيقية.
الحمد لله أن ابني لم يشاهد معي الحلقة الخامسة حين نسب اللقيط للمحامي محسن، وإلا لطحت من عينه، هذه الإساءة البالغة لمهنة المحاماة تأتي من عمل يستوجب منا البحث عن هدفه الحقيقي، عمل لو ظهر بالسبعينات لوزع بين المراهقين سراً بأشرطة فيديو (الهند + البرازيل 6/0)!
بعد هذا الفصل، أصبحت أتناول الإفطار سريعاً ثم أنسحب إلى المجلس وأغلق الباب بإحكام، لأدير جهاز التلفزيون على الشاشة الناقلة لهذا المسلسل، والذي كان من المفترض أن يكتب عليه +18، أو للكبار فقط، وأعرف أنه كان من السهل علي تحويل القناة،
لكنني اضطررت لمتابعته حتى أكون صورة وافية قبل الكتابة عنه.
من الناحية الفنية: العمل قائم على الجرأة في الطرح لضمان تسويقه، بجانب اعتماده التطويل والتكرار لبعض التفاصيل الجانبية، مثل تزاحم السيارات على برج الدوار، أو متابعة البطل وهو يشق طريقه راجلاً وسط الحارة حتى يصل بيته، أو المشاجرة السمجة بين الصديقين بالحراج والقهوة، هذا غير الفاصل الإعلاني، كل هذا المط يهدف للوصول بنا إلى المفاجأة التي يحاول القائمون على العمل إلصاقها نهاية كل حلقة!
العمل باختصار يحمل مفارقات عديدة، فهذا التيار الذي ما فتئ محاولاً مساواة المرأة بالرجل نجد البطولة فيه لناصر القصبي، مع أنه لم يوفق أحياناً، فملامح وجهه الخمسيني لا تتناسب مع دور الشاب الوسيم الذي يلعب دوره، وكان من المفترض أن تقاسمه البطولة الفنانة القديرة ليلى السلمان بأدائها التراجيدي المبهر والمقنع جداً.
هذا التيار أيضاً لطالما ألقى باللوم على الهيئة لعدم سترها على الشاب الذي تزل قدمه، لكنه يبيح لنفسه ووقت الذروة التشهير بجيل السبعينات وهو يلصق فيهم بمختلف فئاتهم تهم السكر والكذب والانفلات الأخلاقي!
المفارقة الكبرى أن هذا العمل بدلاً من أن يؤصل التقاليد الكريمة ويرسخ العادات الخيرة، نجده يطعن المجتمع بقصص لا تعكس صورته الحقيقية.
الحمد لله أن ابني لم يشاهد معي الحلقة الخامسة حين نسب اللقيط للمحامي محسن، وإلا لطحت من عينه، هذه الإساءة البالغة لمهنة المحاماة تأتي من عمل يستوجب منا البحث عن هدفه الحقيقي، عمل لو ظهر بالسبعينات لوزع بين المراهقين سراً بأشرطة فيديو (الهند + البرازيل 6/0)!